تعتبر منطقة نجران واحدة من أبرز المناطق ضمن التقسيم الإداري في المملكة العربية السعودية، حيث تضم ما يقرب السبع محافظات التابعة لها، وفي هذا المقال سنتعرف بشكل مفصل على تاريخ المنطقة وأهم محافظاتها، إلى جانب معلوماتها الجغرافية.

التاريخ وأصل التسمية

تعتبر نجران واحدة من مناطق السعودية التاريخية البارزة في الجزيرة العربية، حيث كانت أرضًا خصبة للعديد من الحضارات القديمة التي استقرت فيها منذ آلاف السنين. يُظهر ذلك بوضوح النقوش الصخرية في منطقة حمى، والتي تُعتبر جزءًا من التراث العالمي المسجل لدى اليونسكو. تحتوي هذه النقوش على صور تصوّر صيد الحيوانات ونمط الحياة لثقافة قديمة استمرت لنحو 7 آلاف عام. كما يُشير موقع الأخدود الأثري إلى تاريخ يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، ويستمر حتى نهاية القرن الرابع الميلادي، حيث يحتفظ بآثار تاريخية تشمل قلاعًا ومبانٍ حجرية ونقوشًا تروي قصصًا عن أصحاب الأخدود المذكورة في القرآن الكريم. في الماضي، كانت نجران المحطة الرئيسية لجميع طرق التجارة التي ربطت جنوب شبه الجزيرة العربية ببلاد الشام، وكذلك كانت طريقًا لقوافل تجار التوابل والبخور.

معلومات جغرافية

تحتل منطقة نجران المرتبة الحادية عشرة على مستوى مناطق المملكة من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 592,300 نسمة وفقاً لإحصاءات تعداد سكان السعودية لعام 2022، مما يشكل حوالي 1.8% من إجمالي سكان المملكة. يبلغ معدل الكثافة السكانية في نجران نحو 4 أشخاص لكل كيلومتر مربع من أراضيها. وتغطي المنطقة مساحة تقدر بحوالي 130 ألف كيلومتر مربع، ما يمثل 6.6% من مساحة المملكة.

موقعها

نجران تعتبر من أهم مناطق شبه الجزيرة العربية ، وتقع في الجنوب الغربي من السعودية، على الحدود مع اليمن، ضمن الأجزاء الشرقية للمنطقة المعروفة باسم منطقة الدرع العربي. تبلغ مساحتها حوالي 360 ألف كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بحوالي 505 آلاف نسمة. عاصمة المنطقة هي مدينة نجران، والتي ذكرت في النصوص السبئية القديمة، حيث تعني كلمة "نجران" "النجر" أو "الحار".

المناخ

يتسم مناخ منطقة نجران بالتباين نتيجة اختلاف تضاريسها. بشكل عام، يكون الطقس حاراً في الصيف مع هطول الأمطار على المناطق الجبلية، ومعتدلاً يميل إلى البرودة في فصل الشتاء. تتراوح درجات الحرارة بين 14 و 37 درجة مئوية في المتوسط طوال العام. تسود الرياح الشرقية خلال فصل الشتاء، والرياح الشرقية والجنوبية الشرقية في الربيع، بينما تهب الرياح الشمالية الشرقية في الصيف. يبلغ متوسط سرعة الرياح 6.6 كم/ساعة.

مدن ومحافظات المنطقة

محافظة نجران

تعد نجران إحدى المحافظات التابعة للمملكة العربية السعودية، وتقع في الجنوب الغربي منها، على الحدود مع اليمن. تبلغ مساحتها 360,000 كيلومتر مربع، ويقدر عدد سكانها بـ 505,652 نسمة وفقًا لإحصائيات عام 2010.

محافظة شرورة

تقع في الجهة الجنوبية من نجران، وتعرف بلقب "عروس الربع الخالي". يبلغ عدد سكانها حوالي 85,977 نسمة. تضم المحافظة عدداً من المراكز مثل: الوديعة، وقلمة خجيم، والأخاشيم، وأم البراميل، وحمراء نثيل، وأم غوير، وقلمة سلطان. كما تحتوي على عدة مراكز حكومية، منها وحدة السجن العام، ومجمع الدوائر الشرعية، ومكتب وزارة الزراعة، ومركز أمن الطرق.

محافظة حبونا

تتزين مدينة حبونا بجمالها الطبيعي على ضفاف وادي حبونا في شمال منطقة نجران. تمتدّ أراضيها على مساحة 850 كيلومتر مربع، ويقطنها ما يقارب عشرين ألف نسمة.

تُزخر حبونا بكنوز تاريخية عريقة، من أبرزها قلعة الخليف الشامخة، والنقوش القديمة في منطقة بعرام. وتضمّ المحافظة العديد من المراكز والقرى، مثل المجمع، والحصينية، والجفة، والحرشف

محافظة ثار

محافظة ثار تقع في الشمال الشرقي من نجران، وتبعد عنها مسافة 120 كيلومتراً. يقدر عدد سكانها بحوالي 20 ألف نسمة، وتضم خمسة مراكز رئيسية وهي: قطن، وتلاع حمى، والعين، والصفاح، والقرين. تتميز بتنوع تضاريسها من السلاسل الجبلية والسهول المنبسطة إلى الكثبان الرملية والأودية

محافظة يدمه

تتزين مدينة يدمة بسحرها الأخضر في شمال غرب منطقة نجران، على بعد 180 كيلومترًا من عاصمة المنطقة. وتُغطي مساحة واسعة تبلغ 11,980 كيلومترًا مربعًا، وتضمّ العديد من المراكز والقرى النابضة بالحياة، مثل اللجام، ووسَط، والعرف، والوجيد، والصحن، وسلطانة، وأم عنيق، والصليعاء، والجفرة، والكوكب، والصالحية، والزملة، ومنادي، ونعَوان.

محافظة بدر الجنوب

تقع هذه المحافظة في منطقة نجران جنوب المملكة العربية السعودية، وتحتل المرتبة الثانية بين المحافظات الأقل سكانًا في المنطقة، حيث يعيش فيها 7,991 نسمة، ما يمثل 1.3% فقط من سكان منطقة نجران وفقًا لتعداد السعودية لعام 2022. تُصنف ضمن محافظات الفئة (ب)، وتبعد 160 كيلومترًا شمال غربي مقر الإمارة في مدينة نجران. تتبعها خمسة مراكز إدارية وهي: هدادة، الخانق، الرحاب، لدمة، والعرج.

محافظة خباش

تتزين محافظة خباش بسحرها الهادئ في جنوب المملكة العربية السعودية، على بعد 64 كيلومترًا من مدينة نجران. وتحتضن خباش ما يقارب 5000 نسمة، مما يجعلها نموذجًا هادئًا للحياة الريفية الأصيلة.