المملكة العربية السعودية تتميز بتاريخها الغني وثقافتها العميقة التي تعكس تراثًا غنيًا وتنوعًا. تشتهر المملكة بمواقعها الثقافية والتاريخية الهامة، مثل المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، التي تعدان مقدسين للديانة الإسلامية وجذباً للمسلمين من جميع أنحاء العالم.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، وتمتلك اقتصاداً قوياً يعتمد بشكل كبير على النفط والغاز الطبيعي، مما جعلها لاعباً رئيسياً في السوق العالمية للطاقة.

وتسعى المملكة العربية السعودية إلى تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تحويل اقتصادها وتنويعه بعيداً عن الاعتماد الكامل على النفط، وتعزيز التنمية المستدامة والاستثمار في القطاعات الأخرى مثل السياحة والترفيه والتقنية، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين مستوى المعيشة لمواطنيها.

التاريخ والتسمية

الدولة السعودية الاولى

تمثل الدولة السعودية الأولى إحدى الفترات الهامة في تاريخ المملكة العربية السعودية، حيث أُسست عام 1139هـ/1727م على يد الإمام محمد بن سعود في منطقة نجد، بهدف توحيد شبه الجزيرة العربية التي كانت تعاني من فترات طويلة من التشظي وعدم الاستقرار السياسي والأمني. استمرت هذه الدولة لمدة 94 عامًا، حيث تولّى أربعة حكام من آل سعود الحكم خلال هذه الفترة، حيث تلاحقوا بعدا من عمل الإمام محمد بن سعود. واستمر مقر الحكم في قصر سلوى في حي الطريف في الدرعية، حتى عام 1233هـ/1818م حين انتهت الدولة السعودية الأولى ودخلت المنطقة تحت السيطرة العثمانية.

الدولة السعودية الثانية

في أعقاب سقوط الدولة السعودية الأولى، بادر الإمام تركي بن عبدالله إلى إعادة بناء الدولة من جديد، فأسس الدولة السعودية الثانية في عام 1240هـ/1824م، حيث اختار الرياض لتكون عاصمة جديدها، بدلاً من الدرعية. استمرت الدولة السعودية الثانية في الحكم لمدة 69 عامًا، متمسكة بالتقاليد والرسالة التي ورثتها من الفترة السابقة. خلال هذه الفترة، شهدت الدولة تعاقبًا على الحكم بين أربعة من الأئمة من آل سعود، حيث بدأت بالإمام تركي بن عبدالله وانتهت بالإمام عبدالرحمن بن فيصل بن تركي. تميزت الدولة السعودية الثانية بتجديد الحياة السياسية والاجتماعية في المملكة، واستمرار مساعي توحيد الأراضي تحت سلطتها. تجسدت قوة هذه الدولة في ترسيخ الحكم السعودي وتوحيدها للمناطق المتنوعة داخل حدودها، مما أدى إلى توحيد المملكة العربية السعودية ككيان واحد.

التسمية

في عام 1932م، عقد اجتماعٌ تاريخي في مدينة الطائف، حضره العلماء والأعيان وجمع كبير من المواطنين والرعايا في المملكة العربية السعودية. وخلال هذا الاجتماع، توصّل المشاركون إلى اتفاقٍ مهم حول ضرورة تغيير اسم المملكة من "مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها" إلى اسم يعكس وحدة الدولة وتماسكها. وبعد مناقشات وتداولات دامت لفترة، توصّل الحاضرون إلى قرار بإدراج اسم "المملكة العربية السعودية" اسما رسميا جديدا يعكس تمامًا وحدة الدولة وهويتها الوطنية.

الموقع الجغرافي

تتمتع المملكة العربية السعودية بموقع جغرافي مميز، حيث تقع المملكة جنوب غرب قارة آسيا، وتتشكل حدودها الغربية من البحر الأحمر، والشرقية تتمثل بدولة الإمارات العربية المتحدة والخليج العربي وقطر، بينما يحدها من الجهة الشمالية الكويت، العراق والمملكة الأردنية، واليمن والسلطنة العمانية من الجهة الجنوبية.

مناخ المملكة العربية السعودية

يختلف مناخ المملكة العربية السعودية عن العديد من المناطق الأخرى بسبب تنوع تضاريسها وتأثير المرتفع الجوي المداري عليها. يتميز مناخها عمومًا بالجفاف والحرارة الشديدة في فصل الصيف، والبرودة خلال فصل الشتاء، مع تساقط الأمطار بشكل رئيسي في فصلي الشتاء والربيع، وتكون هذه الأمطار قليلة الكمية في معظم المناطق، باستثناء المناطق الجنوبية الغربية التي تشهد أمطاراً موسمية صيفية نسبياً غزيرة. وبينما يعتدل المناخ في المناطق الغربية والجنوبية الغربية، يكون صيف المناطق الوسطى حاراً وجافاً، وشتاؤها بارداً وجافاً. وترتفع درجة الحرارة والرطوبة على السواحل، في حين تنخفض الرطوبة كلما اتجهنا إلى الداخل من البلاد.

التقسيمات الإدارية للمملكة العربية السعودية

تتكون المملكة العربية السعودية من 13 منطقة إدارية، وتنقسم كل منطقة إدارية إلى عدد من المحافظات، حيث بلغ عدد المحافظات الإجمالي 134 بعد زيادتها في عام 2012م. تتباين عدد المحافظات من منطقة إلى أخرى، وتتكون المحافظات بدورها من عدد من المراكز التي ترتبط مباشرة بالمحافظة. تشمل هذه المراكز مجموعة متنوعة من القرى، والمدن، والمزارع، والتجمعات البدوية، التي تشكل الحياة اليومية للسكان في المناطق المختلفة. وتتميز المنطقة الشرقية كأكبر منطقة من حيث المساحة في المملكة، حيث تمثل حوالي 27.6% من مساحة البلاد، بينما تعد منطقة الباحة هي الأصغر من حيث المساحة، حيث تشكل نسبة 0.6% فقط من مساحة المملكة. ومن بين المحافظات، تبرز محافظة الأحساء كأكبرها من حيث المساحة، بينما تتبوأ محافظة الحرث المرتبة الأخيرة كأصغر محافظة في المملكة، والتي تتبع لمنطقة جازان. ومن المدن الرئيسية في المملكة التي تشكل مراكز حضرية مهمة: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، وجدة، والباحة، والأحساء، والدمام، وجازان.

رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية

تتطلع المملكة العربية السعودية إلى مستقبلٍ مشرق ومزدهر، من خلال تحقيق رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تهدف إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد متنوع ومستدام، من خلال تعزيز التنمية البشرية والاجتماعية، وتعزيز مكانة المملكة على الساحة العالمية.

من خلال هذه الرؤية، تسعى المملكة إلى تعزيز الابتكار والريادة في مختلف المجالات، بما في ذلك التقنية والصناعة والطاقة المتجددة، وتعزيز القطاعات اللازمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي .

تهدف رؤية 2030 أيضًا إلى تحسين جودة الحياة للمواطنين السعوديين، من خلال توفير فرص العمل، وتطوير التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز المجتمع المدني وحقوق الإنسان.

ومن المتوقع أن تستمر المملكة في جهودها لتحقيق هذه الرؤية بتعاون وتنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص، ومن خلال استثمارات كبيرة في البنية التحتية والابتكار وتطوير الموارد البشرية.

مميزات الاستثمار في المملكة العربية السعودية

تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكبر الدول العربية وأكثرها تنوعًا في الطبيعة والثقافة، حيث تشتهر السعودية بمواردها الطبيعية الغنية، كما تتميز بوجود أكبر احتياطيات النفط في العالم، مما جعل النفط والغاز الطبيعي مصادر رئيسية للثروة الوطنية، بالإضافة إلى ضم المملكة معالم ثقافية ودينية هامة، مثل الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، والتي تجذب المسلمين من جميع أنحاء العالم لأداء العبادات الدينية، كما تحتضن السعودية العديد من المواقع الأثرية التي تعكس تاريخها العريق وتراثها الغني.
هذه المميزات تجعل من المملكة بيئة مثالية للاستثمار بشكل عام، والاستثمار العقار في السعودية بشكل خاص، لا سيما وأنها من الدول التي تمنح المستثمر العديد من الميزات والصلاحيات والتسهيلات في سبيل تشجيعه.