جنسية أو إقامة عبر الاستثمار: مقارنة بين برامج تركيا والإمارات
15 مايو 2025

في ظل تزايد الاهتمام العالمي بخيارات الحصول على الجنسية أو الإقامة طويلة الأمد عبر الاستثمار، تبرز تركيا والإمارات كوجهتين رائعتين للمستثمرين الباحثين عن استقرار قانوني ومزايا متعددة، يوفر البرنامج التركي فرصة نيل الجنسية عبر الاستثمار مقابل شراء عقار بقيمة محددة، بينما تمنح الإمارات الإقامة الذهبية طويلة الأمد مقابل استثمار مالي أو عقاري جذاب، في هذا المقال نستعرض مقارنة شاملة بين الشروط والمزايا والتكاليف لكل برنامج، ونقدم سيناريوهات مخصصة تساعد المستثمرين العرب على اختيار الخيار الأمثل.
شروط الحصول على الجنسية التركية عبر الاستثمار
يمكن للمستثمرين الأجانب الحصول على الجنسية التركية عبر عدة مسارات استثمارية، أبرزها شراء عقار بقيمة لا تقل عن 400,000 دولار أمريكي مع التعهد بعدم بيعه لمدة 3 سنوات، كما يتضمن البرنامج الاستثماري استثمارات أخرى تتطلب مبلغًا أدنى 500,000 دولار في أحد الخيارات التالية:
- رأس المال الثابت: تأسيس شركة أو استثمار ثابت بقيمة 500,000$ على الأقل (بحسب وزارة الصناعة).
- الودائع البنكية: إيداع 500,000$ في حساب مصرفي تركي مدة لا تقل عن 3 سنوات (معتمد من هيئة الرقابة المصرفية).
- السندات الحكومية: شراء سندات حكومية تركية بقيمة 500,000$ مع الاحتفاظ بها 3 سنوات.
- صناديق الاستثمار: المساهمة في صندوق استثمار عقاري أو صندوق استثمار رأس مال مغامر بقيمة 500,000$ لمدة 3 سنوات.
- نظام التقاعد الخاص: استثمار 500,000$ في نظام تقاعد خاص مع البقاء فيه لمدة 3 سنوات.
- توظيف 50 تركيًا: تأسيس منشأة وخلق فرص عمل لـ 50 مواطنًا تركيًا على الأقل (تحدد من قبل وزارة العمل).
يتطلب التقدم لهذه المسارات استكمال إجراءات رسمية في تركيا، منها فتح حساب بنكي وتقديم وثائق الاستثمار وخطابات رسمية من الجهات المختصة، بمجرد استيفاء الشروط وإتمام الاستثمار، تُقدم طلبات الجنسية إلى مديريات النفوس (الأحوال المدنية) التركية، ويمكن إرسال الوكالات الرسمية لإتمام الإجراءات دون الحاجة للزيارة الشخصية؛ وعادة ما تستغرق العملية من 3 إلى 6 أشهر حتى صدور الموافقة.
شروط الحصول على الإقامة الإماراتية عبر الاستثمار
توفر الإمارات العربية المتحدة الإقامة الذهبية (Golden Visa) للمستثمرين بموجب قانون خاص، تشترط هذه الإقامة مطابقة فئات مختلفة لشروط استثمارية محددة، وفقًا للهيئة الاتحادية الإماراتية، يحصل المستثمر المؤهل على إقامة طويلة الأمد (تصل إلى 10 سنوات) قابلة للتجديد.
من أهم شروط المستثمرين:
- المستثمر العام: يجب إما إيداع 2 مليون درهم إماراتي (545,000$) في صندوق استثمار معتمد أو امتلاك شركة تجارية برأس مال لا يقل عن 2 مليون درهم. كما يكفي أن يكون المستثمر شريكًا بـ2 مليون درهم أو يملك شركة تسدد سنويًا ضرائب بمبلغ 250 ألف درهم.
- المستثمر العقاري: تملك عقار أو أكثر قيمته الإجمالية لا تقل عن 2 مليون درهم (غير مرهون بقرض).
- رواد الأعمال: يحق لرواد الأعمال الذين يستثمرون في مشاريع تقنية أو مبتكرة بقيمة لا تقل عن 500,000 درهم التقدم بطلب إقامة ذهبية، شرط إرفاق المستندات اللازمة من جهات حكومية مختصة (حاضنات أعمال).
إجمالًا، تخول الإقامة الذهبية المستثمر الحصول على إقامة مدتها 10 سنوات، قابلة للتجديد بدون كفيل، مع إمكانية رعاية أفراد العائلة (الزوج/الزوجة والأبناء)، وتختلف رسوم الطلب بناءً على الفئة ونوع الاستثمار، إذ تشمل عادة رسوم معالجة الطلب، والفحص الطبي، وجوازات السفر، وعقود موثقة (مثلاً: رسوم الإسكان والعقارات)، وتُدار عبر المنصات الحكومية الرسمية.
المزايا والالتزامات لكل برنامج
مزايا الجنسية التركية عبر الاستثمار
- جواز سفر تركي: يمنح حامله حق السفر بدون تأشيرة أو بتأشيرة عند الوصول إلى أكثر من 110 دولة مثل اليابان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، مما يوسع فرص السفر للأعمال والسياحة.
- التملك الكامل: يمنح المستثمر كامل الحقوق لمواطني تركيا، بما يشمل الحق في الملكية والعمل والاستثمار في أي نشاط داخل الدولة دون الحاجة لكفيل.
- شمول الأسرة: تتضمن الجنسية الممنوحة الزوج/الزوجة والأبناء القصر تلقائيًا، مما يتيح للمستثمر وأسرته الاستقرار في تركيا.
- تأشيرات استثمارية: يمكن للمواطن التركي الاستفادة من برامج زمالة وتأشيرات استثمار أخرى (مثل تأشيرة المستثمر الأمريكي E-2 بعد 3 سنوات في تركيا).
مزايا الإقامة الذهبية الإماراتية
- إقامة طويلة الأمد في بيئة اقتصادية مستقرة: توفر الإمارات بيئة استثمارية مشجعة بدون ضرائب على الدخل الشخصي، مع بنية تحتية متقدمة ومستوى معيشة مرتفع.
- حركة مرور إقليمية ميسرة: تتيح الإقامة الذهبية التنقل في عدة دول دون تأشبرة، كم تتيح الإقامة والعمل والدراسة للأسر دون الحاجة لكفيل محلي.
- إعفاء من شروط الإقامة الاعتيادية: لا يشترط على المستثمر الإقامة الدائمة أو مواصلة الاستثمار طوال فترة التأشيرة (تجدد تلقائياً كل 10 سنوات)، ويُسمح له بمتابعة أعماله من خارج الدولة أو الانتقال والإقامة بحرية.
الالتزامات والقيود
- مدة الإقامة والالتزام الاستثماري: في تركيا، يجب الاحتفاظ بالعقار أو الاستثمار لمدة 3 سنوات على الأقل. في الإمارات، يجب الحفاظ على قيمة الاستثمار المطلوبة (2 مليون درهم أو ما يعادلها) طوال فترة التأشيرة.
- الضرائب والاستقرار: المواطن التركي خاضع لضريبة هبة الإرث التركية على ممتلكاته العالمية، رغم أن تركيا لا تفرض ضرائب دخل مباشرة. الإمارات لا تفرض ضرائب دخل، لكن الإقامة الذهبية لا تمنح الجنسية، الأمر الذي قد يلزم المستثمر بالبقاء ضمن حدود الفيزا إذا كانت استثماراته مرتبطة بالإمارات.
- حقوق المواطنة: في حين يكتسب حامل الجنسية التركية كامل حقوق المواطن (ويصوت وينافس سياسياً)، فإن إقامة الإمارات الذهبية تبقى إقامة مؤقتة (حتى 10 سنوات) ولا تترجم تلقائيًا إلى جنسية، ويسمح قانون الإمارات بمنح الجنسية بقرارات خاصة في حالات محدودة، وليست ضمن مسارات الاستثمار العامة.
التكلفة الإجمالية والإجراءات القانونية
تتفاوت تكلفة كل برنامج تبعًا لخيار الاستثمار والرسوم الإجرائية:
- تركيا: الحد الأدنى للاستثمار العقاري هو 400,000$، بالإضافة إلى سعر الشراء، يتعين دفع رسوم قانونية (توثيق الطابو، ورسوم محاماة، وفحص قانوني)، بالإضافة إلى مصاريف إيجار إقامة مؤقتة وتحويل أموال. عمومًا، تنجز إجراءات الجنسية من 4 إلى 6 أشهر بعد إتمام الاستثمار، وتشمل فتح حساب بنكي وإثبات الاستثمار للسجلات المدنية والهجرة، واستخراج هوية تركية جديدة.
- الإمارات: يتطلب استثمارًا قدره 2 مليون درهم للعقار أو إيداع مماثل للوصول إلى شروط المستثمر العقاري، تشمل التكلفة رسوم طلب الإقامة الذهبية (تتضمن رسوماً إدارية مثل فحص طبي ورسوم إصدار بطاقة الهوية)، فضلاً عن تكلفة نقل الملكية أو استثمار رأس المال، وتستغرق إجراءات منح الإقامة الذهبية عادةً بضعة أسابيع إلى أشهر بعد استيفاء الوثائق الكاملة (إبرام العقد أو إرسال إثبات الإيداع)، وتتم غالبًا إلكترونيًا عبر بوابة الحكومة أو من خلال الجهات المعتمدة دون الحاجة لزيارة طويلة الأمد.
أيُّهما الأفضل؟ سيناريوهات مقارنة للمستثمرين العرب
- مَن يرغب في الحصول على جواز سفر سريع: تظل تركيا خيارًا فريدًا، لأن المستثمرين يحصلون فعليًا على الجنسية وجواز السفر التركي بعد استيفاء الشروط. هذا مفيد للمستثمر العربي الراغب في حرية تنقل دولية أكبر.
- الباحثون عن بيئة استثمارية خالية من الضرائب: قد يميل المستثمر إلى الإمارات، لكونها تعتمد نظامًا ضريبيًا مُيسّرًا (لا ضريبة على الدخل الشخصي)، مع بنية تحتية متقدمة ومستوى معيشي مرتفع، ومع ذلك يجب الانتباه إلى أن الاستثمار هناك يمنح إقامة دون حقوق مواطنة.
- ميزانية الاستثمار: المبلغ المطلوب في الإمارات 2 مليون درهم (تقريباً 545,000$) وهو أعلى قليلاً من حد الاستثمار العقاري في تركيا (400,000$)، لذا قد تجد بعض العائلات محدودة الميزانية خيار تركيا أكثر جاذبية.
- أهداف الأسرة: إذا كان الهدف الدائم هو نقل العائلة بالكامل والإقامة الشرعية الطويلة، فإن حصول أفراد الأسرة على الجنسية التركية أسهل، بينما الإقامة الذهبية الإماراتية تقتصر على رعاية الزوج/الزوجة والأبناء طالما استمرت الصفة الاستثمارية.
- فرص الأعمال والبيئة: العرب الراغبون في التعامل التجاري مع السوق الخليجي أو العمل في الإمارات قد يفضلون الإقامة الذهبية لدخول سوق عمل الإمارات بسهولة، أما من يطمح لتوسيع نشاطه شرق البحر المتوسط ودول أوروبا الوسطي، فقد تجذبهم الجنسية التركية لموقع تركيا الاستراتيجي وسط آسيا وأوروبا.
في النهاية، يعتمد الخيار بين جنسية تركيا وإقامة الإمارات الذهبية على الأولويات الشخصية: المواطنة الكاملة والجواز القوي مقابل بيئة استثمارية خليجية متطورة وإقامة طويلة الأمد.
خاتمة
سواء كنت تفكر في الجنسية التركية أو الإقامة الذهبية الإماراتية عبر الاستثمار، فإن لكل برنامج مزاياه ومتطلباته الخاصة، ننصح دائمًا بالتشاور مع مستشار قانوني أو خبير استثمار متخصص قبل اتخاذ القرار، إذا كنت تخطط للاستثمار بهدف الحصول على جنسية أو إقامة استثمارية، تواصل معنا اليوم لنرشدك إلى الخيار الأنسب ونساعدك في خطواتك القانونية والمالية.
اقرأ أيضًا:
الكلمات الرئيسية
ما هي ميزانيتك؟
مواضيع موصى بها

12 مايو 2025
لماذا سوق العقارات في الإمارات يشهد ارتفاعًا مستمرًا؟ تحليل فرص الاستثمار
تعرف على أسباب ارتفاع سوق العقارات في الإمارات لعام 2025، وأبرز فرص الاستثمار في دبي وأبوظبي والشارقة.

28 يناير 2025
دليل حي النعيم جدة
يُعتبر حي النعيم في جدة واحداً من أبرز الأحياء السكنية الحيوية في المدينة، حيث يجمع بين الراحة والسكن العصري والموقع الاستراتيجي

14 يناير 2025
منطقة الباحة
تعد منطقة الباحة من أقدم المناطق المأهولة في المملكة العربية السعودية، حيث تشتهر بتاريخها العريق الذي يعود إلى حضارات قديمة تركت بصمتها على الثقافة والآثار الموجودة في المنطقة