لماذا أصبحت السعودية في 2025 الوجهة الأبرز لهجرة المستثمرين الأثرياء؟

كشفت تقارير دولية حديثة عن تحول استراتيجي في حركة هجرة رجال الأعمال والمستثمرين الأثرياء حول العالم، وفي قلب هذا التحول تبرز المملكة العربية السعودية كأحد أسرع الوجهات نموًا لجذب هذه الشريحة، حيث ارتفع عدد المستثمرين الأثرياء الوافدين إليها بنسبة تصل إلى 700% مقارنة بالعام السابق، نناقش أهم العوامل التي جعلت المملكة محور اهتمام الأثرياء عالميًا وتأثير ذلك على الاقتصاد الوطني وقطاع العقارات.

الهجرة العالمية للأثرياء في 2025 - لمحة سريعة

وفقاً لتقرير صادر عن Henley & Partners يتوقع أن ينتقل أكثر من 142,000 مستثمر ثري في 2025 إلى بلدان أخرى مما يُعدّ علامة واضحة على تحولات اقتصادية عميقة في المشهد العالمي، ضمن هذا الزخم تصدّرت الإمارات قائمة الدول المستقبِلة بعدد 9,800 مليونير تلتها الولايات المتحدة ثم إيطاليا، بينما أظهرت السعودية أسرع نمو في جذب هذه الشريحة الثرية وفقا للتقرير، هذه التحولات تشير إلى أن الثروة تتبع حرية الفرص والاستقرار أكثر من الجغرافيا التقليدية.

السعودية: الرقم المفاجئ - هجرة الأثرياء بزيادة 700%

السعودية التي استقبلت حوالي 300 مليونير في 2024 ترتقب دخول نحو 2,400 مليونير في 2025 بزيادة 700% مما يضعها في التريب الخامس عالميا ما يعكس تحوّلًا نوعيًا في قدرتها التنافسية عالمياً، هذا الأداء يضعها في مصاف الأسواق الجاذبة بجدارة ويعكس تأثير تغييرات استراتيجية متكاملة تتضمن برامج الإقامة والمشاريع الضخمة، إضافة إلى الإصلاحات المالية والتنظيمية التي رفعت من جاذبيتها الاستثمارية.

أسباب الجذب - ماذا تقدم السعودية للمستثمرين؟

رؤية 2030 والمشاريع الكبرى

تُعدّ رؤية 2030 محركًا رئيسيًا لهذه الهجرة؛ إذ تشهد المملكة تنفيذ مشاريع ضخمة مثل “نيوم” ومشروع البحر الأحمر وبرامج تطوير الدرعية و"الرياض الجديدة" ما يعزز فرص الاستثمار العقاري والسياحي.

برنامج "الإقامة المميزة" – بطاقة الدخول للمستثمرين

هذا البرنامج المعروف أيضًا بـ"جرين كارد السعودية" يتيح للمستثمرين الإقامة الدائمة دون الحاجة إلى كفيل سعودي مع حقوق تملك العقار وتداول الأسهم واستقدام العمال وحرية السفر ، حيث أنه ومنذ بداية 2024 وحتى يوليو 2025 تقدّم أكثر من 40,000 شخص للحصول على الإقامة المميزة ما يعكس الطلب المتزايد من المستثمرين حول العالم.

السياحة الاستثمارية والاستقرار السياسي

السياسات المعززة للاستثمار والإعفاء من بعض الضرائب وتسهيلات بيئية ذات بُعد مستقبلي إضافة إلى موقع استراتيجي وسياحة مترفة جعلت السعودية بيئة مثالية للمستثمرين الباحثين عن استدامة وربحية.

قد يهمك أيضًا: نظام تملُّك غير السعوديين للعقار - تفاصيل القانون الجديد والشروط

أثر هذه الهجرة على الاقتصاد والعقار في السعودية

ضخ سيولة أجنبية: دخول أثرياء يعني سيولة قوية تعزز الاحتياطي الأجنبي.

تحفيز القطاعات الناشئة: هؤلاء المستثمرون مؤسسون أو مبتكرون حيث تشير التقارير أن نحو 15% منهم يؤسسون شركات جديدة ويزيد ذلك إلى أكثر من 60% حين يتعلق الأمر بالمليونييرات، مما يولّد فرص عمل ويعزز الاقتصاد.

نمو في السوق العقاري: التقرير الاقتصادي يشير إلى أن المعاملات العقارية في الربع الأول من 2025 وصلت إلى 109 مليار ريال، مع نمو 37% مقارنة بنفس الفترة من العام السابق مما يشير إلى قوة في الطلب على العقارات.

ظهور سوق خدمات دعم متميزة: تنمو أعمال المحامين والمستشارين الماليين وكلاء العقارات ووسطاء الهجرة لتلبية احتياجات هذه الشريحة.

السعودية في قلب التحوّل العالمي للمستثمرين

ختامًا، نجحت السعودية في إعادة رسم خارطة جاذبية المستثمرين العالميين، من خلال رؤية 2030 وبرامج إقامة مميزة ومشاريع مستقبلية ضخمة أصبحت المملكة مرجعًا واضحًا يتجه إليه أصحاب الثروات، خاصة بعد تراجع وجهات تقليدية مثل بريطانيا والصين، وبينما تستمر الإمارات في مركزها الأول عالميًا في استقطاب الأثرياء، تتحرك السعودية بسرعة لتصبح الوجهة الأسرع نموًّا كوجهة استثمارية جاذبة للأثرياء من حول العالم.

المصدر: تقرير The Henley Private Wealth Migration Report 2025

اقرأ أيضًا:

• هل ينحفض سوق الإيجارات في دبي؟
• قفزة بمبيعات عقارات تركيا 2025 رغم تراجع القوة الشرائية